هذا المنزل العجيب موقعه في بلد توشيجي باليابان, وهي أحد المناطق الجاذبة للسياح لما فيها من طبيعة خلابة. التطلع للبيت بالتأكيد له متعة خاصة فلا يتكرر رؤيتنا لمثل هذه التصاميم إلا كل حين. المنزل في موقع طبعه صخري وجبلي, ومن هنا كان فد جاء وحي المصمم, فالخطوط الجريئة الغير سيميترية هنا منبثقة من وحي شكل الجبال الصخرية بمنحنياتها.
قد تتوقع أن المصمم الياباني هاتديوني بالتأكيد واجه تحدي في تصميم منزل على أرض منحدرة, ولكن في الواقع هو قام بالإستفادة من هذا الإنحدار, فبالأفكار المبتكرة جعل البيت كأنه جزء أساسي من المحيط.
من أكثر الأشياء التي تجعل المصمم فخورا هو أن يقال على تصميمه فريد من نوعه, وهذا ما تحقق هنا. فبينما قام كثير من المصممين المعماريين بتغاضيهم النظر عن طبيعة البيئة المحيطة, قرر المصمم هنا أن يمتزج معها. تصميم البيت جدير بأن ينال إعجاب الجميع و بسهولة فهو فيه عنصريين مهمين, الإبتكار وإثارة الغموض.نقاء الأبيض مع الأشكال الهندسية يجعل البيت ذو شخصية قوية كالحجر.
خطوط التصميم الجريئة كونت أشكال هندسية قمة في القوة جاعلا البيت يبدو كأنه رمز معماري للحداثة. نرى واجهة المدخل جانبية على غير العادة ونلاحظ أن من زاوية المدخل شكل مثلث, وهو شكل هندسي نادرا ما نرى إستخدامه في التصميمات المعمارية لما فيه من حدية و تحدي في توظيفه بشكل متزن, ولكن هنا أظهر هذا الشكل عبقرية التصميم فهو مزج بين الأشكال الهندسية بلون الأبيض النقي كبرواز لشفافية الواجهة الزجاجية ولكل منهم قوة و شخصية.
لكي لا يخطف الأنظار بعيدا عن خطوط التصميم لم يبرز التصميم المدخل كما يفعل المعماريون عادة’ ولكن فقط ليعطيه حقه صمم السلم بشكل عصري وبنفس اللون الأبيض للواجهة وفي هذا الإختيار تناغم وتبسيط مذهل.
هذه الواجهة المتميزة فريدة من نوعها لدرجة أنك لا تتوقع أبدا’ أنه في الأساس منزل! تعدد الأشكال وإختلافها مع كل زاوية رؤية يجعلك تظن أنه مبنى تجاري لأحد العلامات التجارية المشهورة. مع أن الواجهة الأساسية تحتوي على مساحة لا بأس بها من الفتحات الزجاجية قرر المصمم أن يخلف التصميم في الواجهة الجانبية الأخرى لتكون فقط واجهة صلبة بشكل هندسي يوحي أنها صخرة. هذا التصميم متكاملا يشكل تلاعب بالظل مبدع خالقا’ أجواء مختلفة لكل واجهة.
لم يكتفي المصمم بواجهة تذهلنا من الخارج فقط فترك لنا مفاجأة أخرى في الداخل, فعلى عكس التصميم الصاخب خارجيا نجد هدوء تام في التصميم الداخلي وهو أمر لم يكن متوقع. ولكن تم الإستفادة من الواجهة داخليا بتصميم الواجهة على مشهد بانوراما مميز.
في إختيار الألوان لم يبعد المصمم عن مفهومه في الواجهة, فكلما قلت الألوان زادت قوة التصميم والإرتكاز على أهم العناصر. أختار الألوان أن تكون بين الأبيض والخشب الماسيف من ما خلق جوا’ من الهدوء والراحة النفسية. إذا أمعنت النظر ستلاحظ أن في الواقع هذه التجاليد الخشبية ليست تجاليد وإنما هي وحدات تخزين للمطبخ, وفيها أيضا غرفة السفرة. قد تكون مساحة المنزل صغيرة ولكن بهذه الحلول الذكية أصبح البيت متناسبا لكل الخدمات.
يجتمعان المفهومين معا في هذه الشرفة, فمن الجرأة أن تكون الشرفة داخل شكل هندسي ليس فيه سيمترية, أما البساطة فتظهر في الإكتفاء في التصميم بنقاء الأبيض.
من الواضح أن للنمط التبسيطي في هذا المنزل سيطرة كاملة, وجماله يرتكز على أن كل ما هو في التصميم هو موجود لضرورته فقط. فنجد أن كل الغرف هي نسخة من بعض موضحا’ فيها هذا المفهوم.
تابع تصفح هذا البيت إذا كنت من المعجبين بأسلوب المنيمال.